آهٍ يا أبو غازي يا غالي، يا حسرتي كيف تمر سبعة أيام وكأنها ثواني، كيف تنتهي ساعات اللقاء وتجتاحها لوعات الفراق، وأعلام الحزن ترفعها قلوبنا مع الآهات، أشوف طيفك بكل مكان حتى صورتك مرسومة على كل الجدران، وابتسامتك تفرحنا وتسعدنا، ونغمة صوتك تجذبنا كأننا فراش يهجم على النيران، وكنا نعتقد أن الرحيل بعيد لكن درب الغربة طويل ولا يوجد على أرصفته لا عطر ولا أزهار.
آه ... آه ... يا غالي، لمن أشتكي ولمن أبكي، هل تسمعنا عندما نضحك أو نلعب، الفرحة بقربك لها شكل ثاني، والضحكة والسمر تعطي بوجودك أجمل المعاني، مشاعر الحنين تتملكني وتنازعني وتقهرني، ودمع عيوني يحرقني، وسنين الغربة تسرقني.
أخواتي وبقيةُ من إخواني، وأمٌ هي عنواني، نسري بعضنا حنيناً يحيطهم ويغطيني، ان افتقدناك اليوم ففيهم أجدك وحبهم لا يحتاج عندي أي برهانِ، وأسأل الله ما يحرمنا منكم ولا من رضاكم يا أهلي وخلاني.
غداً يوم الجمعة، وهو يوم العيد الاسبوعي لنا كمسلمين، ويوم لقاء واجتماع العائلة والزيارات الإجتماعية والرحلات الترفيهية، ولكن بالنسبة لي فقد افتقدت واشتقت فيه لقائي بالصديق والصهر الغالي أبو خليل، كنت ألتقيه بعد الصلاة، ونجلس سويعات نرتشف الشاي ونتحادث في كل جوانب الحياة، ويتخللها طبعاً تشريحنا لأيمن أخي وذلك استفزازاً لضحكاته ...
اشتقت لك يا أبو خليل ... اشتقت لمسامرتك وضحكاتك وقفشاتك ... اشتقت للمشاركة في وجبات الطعام معك ... اشتقت لرؤيتك تلبس الجاكيت في عز ليالي الصيف خوفاً من النسائم الباردة ... اشتقت لكأس الشاي السوبر بالنعنع معك ... لقد قتلتني تلك الكأس ... اشتقت لنكاتك وتعليقاتك ... حتى السيارة اشتاقت لك ...
لا أوحش الله منك يا أبا خليل ... الله يحميك يارب ويحفظك ...
نسأل الله أن نراك على خير ...
