السبت، 7 مايو 2011

أبنائي، أحبكم

الحمدلله أن رزقني بأبناء طيبين ومحبين، لقد من الله علي بالفضل أن رزقني ثلاث أولاد وإبنة واحدة، وأتذكر اليوم أن زوجتي تميزت بهواية ايقاظي وتنبيهي لولادتهم جميعاً بعد الساعة الثانية فجراً، وأضحك اليوم كثيراً على نفسي يوم أن رزقت بابني البكر "محمد" فعندما قمت بحمله وأردت مناداته قلت له، "عمو، حبيبي .....!" بلعت ريقي محرجاً جداً من نفسي، فلم يسمعني الا زوجي وأمي والحمدلله، لقد قلتها بتلقائية، لا أدري ان كان الجميع قد مر بهذا الموقف أم لا، ولكنه كان شعوراً جميلاً أن أصبحت أباً، وشعرت فوراً بالمسؤولية.

دوماً كانت تسعدني شقاوته، وأتذكر أول كلمة قالها، كان دوماً يقول "لمي"، لا تسألوني مامعناها، فكل شيء بالنسبة له كان اسمه "لمي"، وكان متعلقاً بوالدي رحمه الله، وكان يرافقه لكل مكان، فهو حفيده الأول، واليوم عندما أتذكر عندما بلغ أكثر من السنتين من العمر وأصبح له أخ أصغر منه، اسمه "أحمد"، كيف أنه من شدة غيرته قام بقلب عربة المشي الخاصة به فوق رأسه، وهرعت راكضاً لأنقذ الصغير منه، يا الله كم أضحك على ذلك الموقف حتى هذا اليوم، وببراءة يقول يريد أن يصلح العربة، ويريد أن يفهمني أنها تالفة.

أما أحمد فقد كان دائم القلق علي، ويخاف علي حتى من أمه، ولا يرضى أن ينام الا في حضني، وهو الأهدأ بين أطفالي جميعاً، الله يحميهم، ودوماً مطيع وهادئ الطباع ويسمع أكثر مما يتكلم، ولا يتردد بالاجابة بكل صراحة ولا يهمه الا أن يكون دوماً صادقاً حتى لو كانت العواقب التي تنتظره وخيمة، أذكر أنني ضربته بشدة وقسوة الوحوش وقلبي يتقطع عليه بسبب اختفائه عني لمدة أكثر من ساعة، ولكنه بقي صامتاً متماسكاً أمامي، مما زاد في ألمي وغضبي، ولكني كنت أعرف يقيناً أنني أحبه، وأنه يحبني، لم أندم بحياتي على شيء، قدر ندمي على قسوتي عليه في ذلك اليوم.

أما "محمود"، فحدث ولا حرج، فهو سياسي محنك من الطراز الأول، ومع أنه أصغرهم، والجميع يتعرض له، لكن لا أخاف عليه بقدر شفقتي على اخوته من مقالبه التي لا تنتهي، وهو ذو سرعة بديهة وفراسة تجعلني أدهش أحياناً من أنه يستطيع الافلات من أي موقف يتعرض له، وله دموع يستعطف بها يمكنه استخدامها بكل قسوة، وكلمات واجابات تجعلك تضحك غصباً، ويتغير الموضوع والحق له في لحظات، كثيراً ما تستنجد أمه بي من ملاحقاته وكثرة طلباته.

وكذلك لن أنسى ابني الخامس، وهو بالحقيقة ابن أخي وزوجتي خالته، وقد أرسله والداه من اسبانيا حيث يعيشون ليبقى معنا، اسمه "عبدالرحمن"، شاب جيد وممتاز، ولكنه لا يدري ماذا يفعل بمستقبله، لا يريد أن يتعلم، ولا يواظب بعمل ما، ومشكلته فقط أنه لم يقرر ماذا يفعل. الله يهديه.

أما آخر العنقود "سوسن"، فلها مقالة أخرى خاصة بها، فهي الأثيرة على قلوبنا وعقولنا.

ماذا أقول، العيال تكبر وتكبر وتكبر، أسأل الله أن يحفظهم ويحميهم ويجعلهم من الأبناء الأبرار بوالديهم، وأن ييسر لهم أمور دينهم ودنياهم، وجميع أبنائكم وأبناء المسلمين، اللهم آمين يا رب العالمين، وأختم بهذه الأبيات لأحد الشعراء:

وَلَدِيَ وَأَنْتَ عَلَىَ الْزَّمَانِ لِيَ الْسَّرَّاجِ الْنِّيْرَ
أَرْعَاكَ بِالْعَيْنِ الَّتِيْ بِكَ تَسْتَنِيْرُ وَ تُبْصِرُ
وَ أَقِيَكَ عَادِيّةً الْأَذَى مِمَّا تَخَافُ وَ تَحْذَرَ
لَكَ مِنَ حَنَانِيَّ مَا يَضِيْقُ الْوَصْفِ عَنْهُ وَ يُقَصِّرُ
وَ بِكَ الْمُنَى صَافَحْتُهَا وَ بَلَغَتِ مَا أَتَصَوَّرُ
وَلَدَيَّ وَ هَلْ شَيْءٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْكَ وَ أَكْثَرَ
يَصْفُوْ الْزَّمَانِ إِذَا ابْتَسَمَتْ بِنَاظِرِيْ وَيُثْمِرُ
وَ إِذَا شَكَوْتَ فَكُلُّ مَا حَوْلِيَّ جَدِيْبُ مُقْفِرٍ
تَحَّلَوْ الْسَّمَاءِ بِبَدْرِهِا لِلْنَّاظِرِيْنَ وَ تَسْحَرُ
وَلَأَنْتَ مِنْ بَدْرٍ الْدُّجَىْ أَبْهَىْ وَ عِنْدِيْ أَنْوَرُ


هناك 4 تعليقات:

  1. اللـــــــــــه جميل جدا ما قرات الله يحفظهم جميعا ويسعدك يارب كم احب ان اسمع القصص العائلية والمواقف الجميلة البنون هم زينة الحياة الدنيا والولد الصالح نعمة وفضل عظيم من الله .

    ردحذف
  2. الشكر الجزيل للزميلة الفاضلة إيناس، على الكلمات الرقيقة والطيبة، أسأل الله أن يحفظ لك عائلتك وأحبائك، وأن يبارك لك بهم، اللهم آمين

    ردحذف
  3. حقق الله امانيك آمين
    يعلم الله اننا نحبك فيه
    حبيت اقول مايصدر من القلب يصل الى القلب

    صبري باصبيح

    ردحذف
  4. شكرا صديقي الاستاذ صبري، وأنا أحبك في الله وأسأل الله أن يجمعنا معكم ومع كل من نحب في ظله يوم لا ظل الا ظله

    اللهم آمين

    ردحذف